-A +A
فرحان الفرحان
قد يختصر عنوان هذه المقالة، كل الكلام الذي من الممكن أن يكتب عن مباراة النصر مع الرائد، والتي انتزع فيها فريق النصر النقاط الثلاث المهمة، ولكن المستوى الهزيل الذي قدمه في مباراته الأولى وهيمنة الرائد على أجواء المباراة، والتي حرم فيها تألق خالد راضي أبناء بريدة من حفلة أهداف في شباك النصر، زرع الكثير من المخاوف في قلوب عشاق الشمس وحرك الكثير من الأسئلة حول ما يجري في نادي النصر من تعاقدات وقناعات وتبريرات، فالنصر ظهر كأقل الفرق أداء لا من حيث الأداء الفردي أو الجماعي، كما أن مجموعة من لاعبيه أصحاب العقود المرهقة لخزينة النادي كانوا عالة على الفريق منذ فترة طويلة، ومع ذلك تمنح لهم الفرصة تلو الفرصة على حساب اللاعبين الصاعدين من الفريق الأولمبي، ولا أحد يعرف السبب الذي يجعل النصر أقل الفرق ثقة في مواهبة الصاعدة من بقية فرق دوري زين، وهو أكثر الفرق معاناة من تبلد لاعبيه الذين تعقد إدارته عليهم الرهان..
لم تعد الوعود والتبريرات التي تقدمها إدارة النصر لإسكات النقد أو إقناع مدرج الشمس، بأن الحال سيتحسن لدرجة تدفع الفريق للسباق على المقدمة مقبولة، فمن يتذرعون بأن تواضع الأداء ناتج عن كونها المباراة الأولى يجب أن لا ينسوا أنها المباراة الأولى للرائد وللفتح ولهجر ونجران وللقادسية الذي أحرج الاتفاق، وكذلك للفرق الكبيرة التي أقنعت جماهيرها بحسن خيارات إدارتها لمحترفيها الأجانب، وظهرت بصورة مطمئنة بأنها ستكون أحصنة جامحة في سباق المسافات الطويلة نحو المنصات..

المشكلة الحقيقية التي يعاني منها النصر منذ فترة، أن إدارته كأنها تطارد النجاح الجزئي على حساب النجاح الكلي، فهي تصر على إشراك اللاعب الذي تستقطبه وتمنحه الفرص المتتالية، لعله ينجح حتى يبرئ ساحتها ويكتب لها نجاح الاستقطاب، وهذا التجريب الذي يشبه مطاردة السراب، دائما ما يأتي على حساب الفريق ونتائجه، وهذه السياسة التي تقدم النجاح الفردي على النجاح الجماعي، لن تأتي بنتائج ولن تثمر عن بطولات..
ليس هناك من حلول لواقع النصر الهزيل، إلا إن ترك أعضاء شرفه الذين سيجتمعون نهاية هذا الأسبوع الملاسنات المعتادة والتي يتداولونها في كل اجتماع وأخضعوا إدارة النصر بكل مكوناتها الإدارية والفنية للنقاش والمحاسبة، وكم أتمنى أن يستدعى للاجتماع مدرب الفريق والمنسق الفني ومدير كرة القدم، لوضعهم أمام مسؤولياتهم تجاه جماهير الشمس، فالصورة التي ظهر بها النصر في مباراة الرائد لا تبشر بخير، بل إنها قدمت تحذيرا واضحا أن نصر المتاعب لم يتغير بعد.